تطوير المهارات

صفات المفكر الناقد

عند الحديث عن التفكير الناقد فلا بد أن نشير إلى صفات المفكر الناقد، لكي نعرف الصفات التي تميّزه عن باقي الناس …

في حقيقة الأمر، سيساعدنا التعرّف إلى صفات المفكر الناقد على تنمية التفكير الناقد الخاص بنا في عالم يتطور باستمرار.

لكن، السؤال الذي يطرح نفسه: ما هي صفات المفكر الناقد؟

قبل التطرق إلى صفات المفكر الناقد، سوف نُعرّف التفكير الناقد ونُبرز بعض مهاراته وطُرق تنميته…

أولا: التفكير الناقد أو التفكير النقدي (بالإنجليزية Critical Thinking) هو مهارة من المهارات الناعمة والتي تهدف إلى تقييم المعلومات عن طريق الدلائل والملاحظة والاستدلال المنطقي، أو من خلال النظر إلى المشكلات التي تواجهنا من جهات نظر مختلفة وبعين ناقدة.

ثانيًا: تحتوي مهارات التفكير الناقد على عدّة مهارات و من أهمها، نذكر: الفضول المعرفي، التحليل، البحث، الاستدلال المنطقي، الاستقراء، الاستنباط، التقييم، الانتقاد البناء…

ثالثًا: طرق تنمية التفكير الناقد: من أجل تنمية التفكير الخاص بك، عليك أن تقرأ كثيرًا (تعرّف إلى فوائد القراءة) خصوصًا في مجال تخصصك، الإنصات الفعال، دراسة مبادئ المنطق (التفكير المنطقي)، دراسة المغالطات المنطقية، التعلّم المستمر…

رابعًا: أهمية التفكير الناقد في حياتنا اليومية: في عصرنا الحالي، أي عصر التقنية والذكاء الاصطناعي، أصبح التفكير الناقد ضرورةً ملحّةً لأيّ فرد يرغب في التمييز بين المعلومات الصحيحة والمعلومات الخاطئة خصوصًا مع وجود جهات تحاول تضليل الناس والتلاعب بهم لمصلحتها الخاصة.

ملاحظة: بعض الناس لا يهتمون بالتفكير الناقد على الإطلاق ولا يجتهدون في تطويره، لأنّهم لا يعرفون فوائده الجمّة، ومن أهم فوائد التفكير الناقد، نذكر: اتخاذ قرارات صائبة، القدرة على الانتقاد البنّاء، التحليل وتنمية مهارات الإبداع وتعزيز الثقة بالنفس

فيمَا يلي سوف نسرد لكم بعض أهم صفات المفكر الناقد.

صفات المفكر الناقد

يتّصف المفكر الناقد بعدد كبير من الصفات المحمودة، ومن أهم صفات المفكر الناقد، نذكر:

  • يُفرّق بين الرأي والواقع (الرأي يكون مبنيًا على المعتقدات الشخصية أمّا الواقع فيكون مدعوما بمعلومات وبحوث علمية…)
  • يعرف كيف يربط بين الأفكار باستعمال الروابط المنطقية الموجودة في اللغة مثل: في بادئ الأمر- ثم – ف- إذن – إضافة إلى …
  • يُحلّل وجهات نظر الناس المحيطين به ويعرف نِقَاط ضعفهم ونقاط قوتهم …
  • يُفتش عن الأسباب التي قادت إلى حدوث أمر مّا يخصه أو يخص الناس الذي يعرفهم.
  • يُحلّل الحجج والمفاهيم ويبحث دومًا من أجل تدعيم حججه بآراء المتخصصين.
  • يبني ويقيّم الحجج التي يحتاجها من أجل دحض أو دعم قضية مّا.
  • يعرف أين تُوجد التناقضات في كلام من يحاور أو التناقضات في مقال مّا أو كتاب مّا.
  • لا ينتقل إلى الاستنتاج المتسرع، بل يحاول جاهدًا جمع المعلومات وتحليلها وتقييمها.
  • يُكيّف المعلومات التي يمتلكها لمصلحته عند الحاجة ويدعم بها آرائه.
  • يُقيّم نفسه باستمرار، أي يعرف نِقَاط قوته ونقاط ضعفه.
  • يُحسّن من مهاراته على الدوام.
  • يقرأ كثيرًا لا سيما في مجال تخصصه(تعرّف إلى فوائد القراءة).
  • يتيقن من مصادر المعلومات قبل العمل بها…
  • يُفرّق بين الاستقراء والاستنباط (الاستقراء هو الاستدلال الذي ينتقل من الجزئي إلى الكلي، أمّا الاستنباط هو انتقال الذهن من قضية أو عدة قضايا (المقدّمات) إلى قضية أخرى (النتيجة) وفق قواعد المنطق، وليس بالضرورة أن يكون انتقالًا من العام إلى الخاص أو من الكلي إلى الجزئي…).
  • يُفرّق بين السببية والتلازمية.
  • لا يتوقف عن التعلم، حتّى لو كان متخصصًا في مجاله: لأنّ العالم يتغير باستمرار وكل يوم تظهر معلومات جديدة، لذلك فالتعلم المستمر يساعد المفكر الناقد من مواكبة التغييرات.
  • عقلاني: يعتمد على التفكير المنطقي كثيرًا.
  • متفتح الذهن: يتقبل وجهات نظر الآخرين من غير التأثير فيه.
  • يتمتع بثقة كبيرة بنفسه وله تقدير ذات عال
  • منصت جيّد(الإنصات الفعّال): يستمع بشكل يقظ للآخرين بالرغم من أنّ أفكارهم تخالف معتقداته وأفكاره الشخصية.
  • منضبط: أي يلتزم بالمهام الموكلة له.
  • متواضع: الحرص على التعلم من خبرات الآخرين.

معايير التفكير الناقد

تضمّ معايير التفكير الناقد : الوضوح والدِّقَّة والصِحّة والمطابقة والاتساق والمنطقية والشمولية (الإحاطة) والإنصاف

خلاصة القول

كما رأيتم، فقد تعرفتم إلى صفات المفكر الناقد، إذا أردتم أن تصبحوا مثله، فعليكم أن تتبنوا صفاته وأن تعملوا على تحسين مهاراتكم بالقراءة والتعلّم المستمر.

في نهاية المطاف، يمكن القول إنّ المفكر الناقد هو شخص يتمتع بالقدرة على التحليل العميق والنقد البنّاء.

في حقيقة الأمر، المفكر الناقد هو شخص مهم جدًا في المجتمع، لأنّه يساهم في تطوير الفكر والمعرفة، ويساعد كذلك على اتخاذ القرارات المهمّة في مختلف المجالات.

لذلك، يجب أن نحرص على تنمية هذه الصفات في أنفسنا، والعمل على تنمية مهاراتنا خصوصًا المهارات الناعمة التي لا غنى عنها اليوم في سوق الشغل.

El Gouzi Talks

El Gouzi (بالعربية : الڭوزي)، كاتب مغربي: * حاصل على درجة الماجستير في الديداكتيك واللغة والآداب الفرنسية. * أشارك اهتماماتي وتجاربي الشخصية مع القرّاء… * شغوف بالقراءة والتعلّم المستمر. * أسعى دائمًا لاكتساب المعرفة وتحسين مهاراتي الشخصية. * أعدّ الإنترنت وسيلةً للتواصل والتعبير عن اهتماماتي وآرائي.

اترك تعليقًا أو سؤالًا

زر الذهاب إلى الأعلى