تقدير الذات هو التقييم الذاتي أو الصورة التي نكونها عن أنفسنا. بصيغة أخرى، هو مقدار حبك لذاتك بصرف النظر عن ظروفك وحالتك الاجتماعية.
بعبارة مبسطة، فإن تقدير الذات هو رأينا الإيجابي عن أنفسنا[1].
هناك كثير من المرادفات لتقدير الذات بما فيه :اِحْتِرَامُ النَّفْس؛ الاعتزاز بالذات؛ الاعتداد بالنفس؛ الاعتزاز بالنفس؛ الإعجاب بالذات؛ إجلال الذات؛ احترام الذات؛ إكبار الذات …
محتوى المقالة
ما الفرق بين تقدير الذات والثقة بالنفس؟
كثيرا من الناس لا يفرقون بين تقدير الذات والثقة بالنفس، وأحيانا يستعملونهما كتعبيرين مرادفين، في الواقع هناك فرق لا بأس به علينا أن نعرفه لكيلا نسيء فهم العبارتين مجددا.
باختصار فإن تقدير الذات هو الطريقة التي ينظر إليها الإنسان إلى نفسه وغالبا ما يكون تقدير الذات متعلقا بالشكل الخارجي للإنسان أو بالجسد على وجه العموم، أما الثقة بالنفس فهي إيمان الشخص بقدراته في مجال معين.
على سبيل المثال : يُوسُف شخص واثق بنفسه عندما يتكلم في البيولوجيا لأنه حصل على درجة الدكتوراه في علم الأحياء السنة الفارطة -أما أيوب فهو شخص يقدر ذاته لأنه وسيم وله جسم رياضي.
كيف يمكن رفع مستوى تقدير الذات؟
بصرف النظر عمّا قلنا آنفا، فهنالك مِنْ حُسْنِ الحَظّ طرق عملية، وسهلة التنفيذ تهدف إلى تنمية وتطوير تقدير الذات وتضم هذه الخطوات:
التركيز على الأفكار الإيجابية
يعد نمط التفكير من بين العوامل التي تؤثر في تقييمنا لذواتنا. لذلك، يجب أن تتخلص من التفكير السلبي، ومن التشاؤم لكي تقدر نفسك وتثق بها.
التخلص من التفكير السلبي
إذا كنت من الأشخاص السلبين، حاول أن تحارب هذه الأفكار وغيرها بأفكار إيجابية واقعية.
تحدث مع نفسك بإيجابية
يُعد التحدث مع النفس بإيجابية من أحسن الطرق الذي تساعد على الرفع من تقديرك لذاتك. لذلك، خاطب نفسك دوماً بتعابير إيجابية. على سبيل المثال لا الحصر: أستطيع أن أفعلها، سأنجح إن شاء الله، الحياة لا تدوم للأبد. إذن، لماذا سوف أقلق بشأن المستقبل…
كن رحيمًا مع نفسك
إذا أردت أن تعيش بسلام، وترفع من مستوى تقديرك لنفسك، حاول أن تنسى الأخطاء السابقة وسامح نفسك، تأنيب الضمير لا يفيد صاحبه. هذه هي أفضل طريقة من أجل المضي قدمًا.
في بعض الحالات، يمكن أن يكون التقدير المنخفض للذات علامة من علامات وجود اضطراب في الصحة العقلية، مثل: القلق والاكتئاب. لذلك، إذا لم تستطع أن تتخلص من المشاكل المتعلقة بانخفاضه انطلاقاً من النصائح التي قدمناها لك آنفا، ننصحك بزيارة طبيب نفسي من أجل أن يقدم لك علاج مناسباً لحالتك.
العوامل المؤثرة في تقدير الذات
يمكن أن يتأثر الاعتزاز بالنفس بعدد كثير من العوامل، مثل:
- السن.
- عَدَمُ الأهْلِيّة أو العجز الجزئي.
- التركيب الوراثي.
- المرض.
- القدرة البدنية.
- الحالة الاقتصادية الاجتماعية (المنزلة الاجتماعية الاقتصادية).
- طريقة أو نمط التفكير (التفكير الإيجابي – التفكير السلبي – التفاؤل – التشاؤم).
إضافةً إلى ذلك، يمكن أن يتأثر بالتمييز العرقي أو التمييز العنصري كمّا أثبتت إحدى الدراسات العلمية في هذا المجال.
بالتأكيد، العوامل الوراثية لها دور مهم في تشكيل شخصية كل إنسان، ولكن يَجبُ ألاّ ننسى دور تجارِب الحياة والكتب التي نقرأها كل يوم، والبرامج التي نشاهدها إمّا على التلفاز وإمّا على يوتيوب.
في غالب الأحيان، يُقيّم الإنسان نفسه بالرجوع إلى تجاربه في الحياة والتقييمات السلبية أو الإيجابية التي يتلقاها الشخص إمّا من أسرته، وإمّا من أصدقائه. لذلك، عليك أن تجالس الصالحين لكي تتلقى تقييمات إيجابية قادرة على أن تجعلك إنساناً يحترم نفسه ويقدرها.
أسباب تقدير الذات المنخفض
يمكن أن يظهر انخفاض أو ضعف تقدير الذات حينما:
- تعتقد أنّ الآخرين أحسن منك.
- يصعُب عليك التعبير عن احتياجاتك.
- تركز على نِقَاط ضعفك.
- تعاني الخوف وعدم الثقة بالنفس والقلق.
- تحمل رؤية سلبية عن الحياة وتشعر أنّك لن تغير ذلك.
- تخاف من الفشل بإفراط.
- لا تتقبل النصائح والنقد بما فيه: النقد البناء.
- تحاول أن ترضي الناس دائماً على حساب نفسك.
وَفْقًا لـِبعض البحوث العلمية في علم النفس، فإنّ انخفاضه قد يؤدي إلى عدة اضطراب في الصحة العقلية مثل: اضطرابات القلق واضطرابات اكتئابية.
فضلًا على ذلك، قد تخفق في ملاحقة أهدافك، وبناء علاقات جيدة بالآخرين، وفي حالات متطرفة، قد يؤدي انخفاضه إلى التأثير في جودة حياتك والتمسك بأفكار انتحارية تشاؤمية.
أهمية تقدير الذات
يؤثر تقدير الذات في عملية اتخاذ القرارات، وفي علاقاتك وفي دوافعك (حوافزك). فضلا عن ذلك، يمكنه أن يتدخل في الرَفَاهيَة الخاصة بك.
إنّ الأشخاص الذين يميلون إلى النظر بإيجابية إلى ذواتهم قادرين على فهم قدراتهم، وأهدافهم ممّا يساعدهم في بدأ تحديات جديدة عندما تتاح لهم الفرصة. فعلًا، فتقدير الذات السليم للشخص يمكنه من:
- فهم كفاءته وقدراته.
- بناء علاقات جيدة ب الآخرين.
- التطلع إلى تحديد أهدافه الواقعية بالاستفادة من قدراته.
- التعبير عن مُتَطَلّبَاته وحاجاتهم.
في الواقع، يُعدّ انخفاضه من بين العوامل التي تجعل الشخص لا يثق في قدراته وتشكيكه في صحة قراراته، كل هذه العوامل تؤدي به إلى فقدان الدافع من أجل تجريب أشياء جديدة، لأنّه ببساطة يعتقد أنّ الوصول، أو تحقيق الأهداف أمر صعب أو مستحيل.
إضافة إلى ذلك، فتقدير الذات المنخفض يؤثر في العلاقات وفي التعبير عن المتطلبات والحاجيات. انطلاقًا ممّا سبق، يمكن أن نقول إن كل من يعاني الانخفاض في تقدير الذات، فهو يعاني كذلك نقص الثقة بالنفس.
في المقابل، أصحاب تقدير الذات العالي يتمتعون بقدرة كبيرة في تقدير مهاراتهم ويثقون في العبارة التالية:” العمل الجاد يؤدي إلى النجاح على الرغْم من العوائق”. إنّ الثقة بالنفس العالية تمكن صاحبها من مواجهة المشاكل والصعاب، ولا تسمح له بالاستسلام تحت أي ظرف من الظروف.
المبالغة في تقدير الذات
قد يُطلق على تقدير الذات العال عن جهالة باسم النَرْجِسِيّة (تسميات أخرى للنرجسية: افتتان بالذات، الافتتان بالنفس، حبّ الذات، عِشْقُ الذّات). في الحقيقة، الأشخاص النرجسيين ليسوا كمّا نعتقد: يقدرون ذواتهم بإفراط.
لكن قد يتمتعون هم أيضًا بتقدير مرتفع لذواتهم في بعض الأحيان ومنخفض في أحيان أخرى حسب الظروف. أمّا أصحاب التقدير الذاتي المبالغ فيه، فيحملون الصفات التالية:
- يبحثون عن الكمال والمثالية.
- يظنون أنّهم دائمًا على صواب.
- لا يوجد الفشل في قاموسهم.
- يعتقدون أنّهم موهوبون أكثر من الآخرين.
- لديهم تقدير مبالغ في مهاراتهم وقدراتهم.
ملاحظة: الأشخاص الذين يقدرون أنفسهم بطريقة مبالغ فيها غالبا ما يخفقون في علاقتهم بالآخرين، ويعيشون ظروفاً اجتماعية صعبة. إضافة إلى ذلك، لا يتقبلون النقد حتّى النقد البناء.
خلاصة القول
بين حين وآخر، من الصعب أن نتخلص من التقدير المتدني أو المنخفض للذات بسبب العوامل الوراثية والتجارب السيئة السابقة في الطفولة والسمات الشخصية. لذلك عليك أن تدرك جيداً أنّ لا أحد أفضل من الآخر.
كلنا متساوون. ولكن هناك المثابرون وهناك المماطلون. والشخص الذي ينجح في هذه الحياة هو الذي يعمل على تحقيق أهدافه، ولا يستسلم مهما حدث.
إضافة إلى ذلك، إياك أن تخلط بين الثقة بالنفس أي الثقة بقدراتنا وتقدير الذات أي كيف ننظر إلى أنفسنا.
