المهارات الاجتماعية هي جميع المهارات التي نستخدمها من أجل التواصل مع الآخرين كل يوم بما فيه: التواصل اللفظي، التواصل غير اللفظي والتواصل البصري …
في بعض الأحيان، يمكن أن تشير المهارات الاجتماعية إلى: مهارات التعامل مع الآخرين، المهارات الشخصية، مهارات برامجية، مهارات ناعمة…
يُقصد بالتواصل اللفظي اللغة الملفوظة أي الكلام، أماّ التواصل غير اللفظي فيشير إلى: لغة الجسد وتعابير الوجه والتواصل البصري…
خلال عملية التواصل مع الآخرين، نلجأ إلى المهارات الاجتماعية دون أن ندري. لذلك، فتطوير المهارات الاجتماعية أمر لا بد منه من أجل إقامة علاقات ناجحة في العمل وفي الحياة الشخصية.
محتوى المقالة
مقدمة
تُعد المهارات الاجتماعية من بين الأمور الضرورية فيما يتعلق ببناء علاقات مهنية وشخصية جيدة.
في الواقع، تساعدك مهارات التعامل مع الآخرين في إنجاز الأهداف الوظيفية والمشاركة في الرفع من أرباح الشركة.
لذلك، استخدم وأذكر المهارات الاجتماعية الخاصة بك خلال مقابلات العمل إذا أردت أن تُقبل في أية وظيفة تتقدم إليها.
بطبيعة الحال، فعملية فهم وتحسين المهارات الخاصة بك أمر ضروري إذا أردت أن تنجح في حياتك المهنية والشخصية.
في هذه المقالة، سوف نبرز لك أهم المهارات الاجتماعية وطريقة تطويرها خطوة فخطوة حتّى تصبح جزء منك.
أهمية المهارات الاجتماعية
تُعد المهارات الاجتماعية اليوم أمرا ضروريا لكي نتواصل بفعالية مع الآخرين بصفة عامة، والتواصل مع زملاء العمل بصفة خاصة.
زيادة على ذلك، تعاونك في إقامة علاقات جيدة ب زملائك في العمل والعملاء وكسب علاقات جديدة يمكن أن تساعدك في حياتك المهنية والشخصية.
فعلًا، فإنّ تطوير وتحسين هذه المهارات الشخصية أمر محمود بصرف النظر عن خبرتك أو نوع عملك.
إنّ عملية خلق علاقات جديدة له تأثير كبير في مسارك المهني من جميع الجوانب، بما فيه:
- اكتساب معلومات وتقنيات وأفكار جديدة من الأشخاص الخبيرين في مجالاتهم.
- طرح وجهات نظرك من أجل أن يستفيد منها الناس.
- تنمية روح التعاون لديك.
- طلب المساعدة أو مساعدة الآخرين خلال المواقف الصعبة.
- توسيع شبكتك الاجتماعية وزيادة فرص نجاحك.
- نُصح أو طلب النصيحة من الآخرين.
- خلق جو عمل ممتع.
انطلاقاً ممّا سبق، يتبن لنا أنّ المهارات الاجتماعية مهمة للغاية وخصوصًا خلال عملية التوظيف.
في عالم الأعمال، يبحث عملاء التوظيف على أشخاص قادرين على التواصل مع زملائهم في العمل بنشاط، لأنّ العمل الجماعي والمنسق هو سر نجاح الشركات الكبرى والناشئة.
عند التقدم لإحدى الوظائف، أضف في الرسالة التعريفية الخاصة بك المهارات الاجتماعية مع تقديم أمثلة على ذلك، مثلاً: الأعمال والمهمات الناجحة التي أنجزتها مع فريق عمل أو خلال أحد الأعمال الجماعية… أمّا في سيرتك الذاتية، أذكر بعضها، على سبيل المثال: التواصل الفعال، الإنصات الإيجابي، حل المشكلات، التعاطف، الاحترام…
أنواع المهارات الاجتماعية
في هذه الفِقْرة، سوف نشير إلى الأشياء أو السلوكيات التي عليك تطويرها وتحسينها من أجل بناء مهارات اجتماعية قادرة على تسهيل عملية التواصل والتفاوض مع الآخرين بكل فعالية.
التواصل الفعال
تُعد القدرة على التواصل بفعالية مع الآخرين من بين المهارات الضرورية من أجل النجاح في الحياة المهنية والشخصية.
إذا كنت تتمتع بمهارات تواصلية جيدة، سوف تتمكن من تمرير أفكارك إلى الآخرين بكل وضوح دون تصنع …
في الواقع، لا أحد يستطيع أن يصبح قائدا أو ناجحا في حياته دون إجادة التواصل وفن الإقناع والكاريزما: كل هذه الأمور تساعد صاحبها في شرح وتبسيط المشروعات المعقدة بأسهل طريقة ممكنة.
حل النزاعات والاختلافات
يؤدي – في بعض الأحيان- اختلاف طريقة الإنسان في التفكير إلى نشوء نزاع.
لذلك، فمهارة حل الاختلافات ضرورية للغاية لإيجاد حلول ترضي الطرفين.
إذن، مهارة حل النزاعات والاختلافات تتجلى في القدرة على تحديد سبب المشاكل والعمل على وِجدان حل نهائي له يرضي جميع الأطراف.
إنّ مهارة حل النزاعات مهمة خصوصًا في بيئة العمل حيث يوجد اختلاف كبير وشاسع فيما يخص الأفكار والمعتقدات.
الإنصات الفعال
الإنصات الفعال هو التركيز على كلام مخاطبك وعدم مقاطعته.
كما هو معروف في بيئة العمل، فإنّ المستمعون أو المنصتون الجيدين يحترمهم الجميع بسبب اهتمامهم الكبير.
يُمكن أن تحسن مهارة الإنصات انطلاقاً من التركيز على كلام المتحدث، ولا تحاول أن تقاطعه لأي ظرف من الظروف حتّى يأتي دورك في الكلام بعد إتمام خطابه.
التَعَاطُف
التَعَاطُف هو القدرة على تفهم مشاعر الآخرين دون الحكم عليهم.
من منا لا يحب الناس المتعاطفين والحنونين، إذا كنت متعاطفا فسوف تجعل الناس من حولك يثقون بك.
التعاطف يتطلب قلب طيب خال من الحسد.
إنّ الأشخاص المتعاطفين والذين يتمتعون بشخصية كاريزمية، يحترمهم الجميع وإذا تكلموا يسكت الجميع احتراما لهم.
الاحترام
يكمُن الاحترام في حسن المعاملة، إذا أردت أن يحترمك الناس، عليك أن تعرف متى تتكلم ومتى تسكت.
يمكن أن تظهر للآخر أنّك تحترمه في عدم مقاطعته خلال حديثه. إضافة إلى الجواب عن الأسئلة المطروحة من طرفه بكل صراحة.
مهارات التعامل مع الآخرين
تُعد مهارات التعامل مع الآخرين ومهارات التواصل من بين المهارات الحياتية الضرورية. بطبيعة الحال، لا يمكن للإنسان أن يعيش دون تواصل مع الآخر. يُنظر إلى مهارات التواصل على وجه العموم على أنّها مجموعة ثانوية من مهارات التعامل مع الآخرين، مثلها مثل عملية اتخاذ القرارات ومهارات حل المشكلات، ولكن جميع هذه المهارات ضرورية بما يكفي إذا أردنا أن ننال وظيفة أحلامنا أو ننجح في حياتنا كليًّا. تتضمن مهارات التواصل ومهارات التعامل مع الآخرين عدد كبير من المهارات الأخرى:
المهارات الكتابية
بالرغْم من أنّ التواصل اللفظي يأخذ حيزا كبيرا من تواصلنا اليومي. إلاّ أنّنا نحتاج كذلك إلى استخدام الكتابة من وقت إلى آخر، مثل: كتابة رسالة الكترونية، كتابة تقرير، كتابة رسالة نصية قصيرة، التواصل الكتابي على وسائل التواصل الاجتماعي … لذلك، تُعد الكتابة بطريقة واضحة ومختصرة من بين الطرق القوية عندما يتعلق الأمر بالتواصل بفعالية مع الآخرين سواءً خلال كتابة رسالة لشخص واحد أو عدة أشخاص.
طرق واستراتيجيات اكتساب المهارات الاجتماعية
هناك عدة طرق من أجل تطوير المهارات الاجتماعية الخاصة بك، وفي هذه الفِقْرة سوف نذكر لك بعضها:
طلب النصيحة بخصوص نقائصك
إذا أردت أن تحسن المهارات الاجتماعية الخاصة بك، عليك أن تطلب من الأشخاص الذين تثق بهم أن يقدموا لك نصائح لتحسين الأشياء التي لا تجيدها في نظرهم.
تحديد أهداف واقعية وتتوافق مع شغفك
تُمكن النصائح التي حصلت عليها من طرف أصدقائك في تحديد أهداف معقولة من أجل تحسين وتطوير المهارات التي لا تتقنها.
قراءة الكتب أو مشاهدة الفيديوهات عبر الإنترنت
في عصرنا الحالي، أصبح من السهل أن نطور أية مهارة بفضل الكتب والإنترنت والفيديوهات المنشورة على اليوتيوب أو بواسطة الدورات المقدمة من طرف بعض الجامعات العالمية وبجميع اللغات تقريبا. ما عليك هو أن تتحلى بالعزيمة والإصرار إذا شئت أن تنجح في حياتك الشخصية والمهنية.
أنواع المهارات الشخصية
المهارات الشخصية تشتمل على الصفات الشخصية، والقدرة على الاتصال. كل هذه المهارات مطلوبة للنجاح المهني والشخصي.
تظهر المهارات الناعمة في الكيفية التي يتعامل بها الشخص مع نفسه، ومع الآخرين.
المهارات الناعمة تشتمل على:
- القدرة على اَلتَّكَيُّف
- مهارات التواصل
- التفكير الإبداعي
- المصداقية
- أخلاقيات العمل
- العمل الجَماعيّ
- الإيجابية (التفكير الإيجابي)
- تنظيم الوقت
- حل المشكلات
- التفكير النقدي
- حل النزاعات
طرق اكتساب المهارات الشخصية
بخلاف المهارات الصعبة التي تعلمتها في المدرسة أو بواسطة الدورات المدفوعة، فإنّ المهارات الناعمة شبيهة بالعواطف التي تسمح لشخص بفهم الآخرين. فهي بذلك يصعب تعلمها في غرف الصف التقليدية. إضافةً إلى ذلك، من الصعب أن نقيمها.
كما هو معلوم، فهناك بعض برامج مهارات الشغل تضم المهارات الناعمة.
لذلك، فمدراء التشغيل، وأصحاب الأعمال يرغبون في رؤية المهارات الشخصية التي تتقن مكتوبة على سيرتك الذاتية.
إذا سبق لك أن عملت أو أجريت تدريب ميداني، فمن المحتمل أنّك طورت بعض المهارات الشخصية لديك.
يساعد العمل الجماعي في اكتساب عدة مهارات بما في ذلك، وِجدان حلول جذرية، حل النزاعات، مهارات حل المشكلات.
أمّا إذا كنت موظف جديد، فعليك أن تأخذ بعين الاعتبار الأنشطة التي قمت بها إمّا في المدرسة، وإمّا خلال الأعمال التطوعية. في هذه الحالة، ممكن أنّك طورت بعض المهارات، مثل: مهارات التواصل، قابلية التكيف مع التغيرات، وحل المشكلات.
أحياناً، من الضروري أن تفكر في المهارات التي ترغب في تطويرها.
على سبيل المثال:
- بدلاً من أن تناقش المشاكل مع مديرك. حاول أن تقترح حلولاً لها.
- إذا رأيت أحد زملائك في العمل في ورطة، ساعده.
بطبيعة الحال، فإنّ رب العمل لا يسألك قاصدًا عن المهارات الناعمة التي تمتلك. ولكن يقدم لك مشكلة، ويطلب منك حلاً لها.
المهارات الشخصية في السيرة الذاتية
عندما تتقدم إلى وظيفة، أَكّد على مهاراتك الشخصية.
بادِئَ ذِي بَدْءٍ، أنشئ لائحة بالمهارات الناعمة التي تمتلكها، والمتعلقة بالعمل الذي تريده. ولا تنسى أن تقارنها بالمهارات التي يطلبها أصحاب العمل.
ثانياً، أدرجها في سيرتك الذاتية في الخانة المخصصة للمهارات.
وأخيراً، يمكنك أن تبرز هذه المهارات خلال المقابلة المهنية، وأحسن طريقة لفعل بذلك، هي إظهار الانتباه، والإنصات الجيد حينما يتكلم أحد مُديرو التوظيف.
خاتمة
إذا كنت تبحث عن تطوير المهارات الاجتماعية الخاصة بك، فهذا أمر سهل للغاية: تابع على سبيل المثال لا الحصر إحدى الدورات وعند إكمالها، طبق ما تعلمته على أرض الواقع إذا أردت أن تنجح وتبهر كل من قال لك يوماً: لن تنجح … لن تستطيع فعلها.