ما هو مفهوم الذكاء العاطفي؟

الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم عواطفك وعواطف الناس المحيطين بك، والتحكم فيها في مختلف المواقف، والتواصل بفعالية وبناء علاقات طيبة بالآخرين، بالإضافة إلى التغلب على الصعاب وتهدئة النزاعات بين الناس.

بالنسبة إلى[1] بيتر سالوفي وجون ماير فالذكاء العاطفي هو :”القدرة على رصد عواطفك وعواطف الآخرين والتمييز بين مختلف العواطف ووصفها بطريقة صحيحة واستخدام المعلومات العاطفية المحصل عليها من أجل توجيه عملية التفكير والتصرف.”

يُساعدك الذكاء العاطفي في بناء علاقات قوية، والنجاح في الدراسة وفي العمل، وفي حياتك الشخصية.

فضلا عن ذلك، يسمح لك بالتواصل مع مشاعرك وتحويل أهدافك إلى حقيقة واتخاذ قرارات حاسمة في حياتك.

مهارات الذكاء العاطفي

هنالك عدة مهارات للذكاء العاطفي مثل : التحكم بالذات والوعي بالذات والوعي الاجتماعي وإدارة العلاقات.

التحكم بالذات

إذا أردت أن تطور ذكاءك العاطفي، عليك أن تتعلم طريقة التحكم في عواطفك وانفعالاتك، لأنّ عدم التحكم في الانفعالات يؤدي إلى الضغط النفسي، ويؤثر في عملية تفكيرك، وفي عملية اتخاذ القرارات الخاصة بك، ممّا يؤدي بك إلى اتخاذ قرارات خاطئة في أغلب الأوقات.

إذا فكرت جيدًا في القرارات التي اتخذتها في حالة ضغط أو غضب، سوف تكتشف أنّها كانت جميعها خاطئة.

هذا أمر عادي، لأنّ الضغط النفسي يؤثر في طريقة تفكيرنا …لهذا السبب، عليك أن تتحكم في انفعالاتك، وبهذا سوف تتحكم في ضغطك النفسي.

تُخبرنا الانفعالات والعواطف بعدة معلومات عن الأشخاص المحيطين بنا وعنّا.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما نواجه الضغط النفسي، نبتعد عن منطقة الراحة الخاصة بنا رغما عنّا، ممّا يؤدي بنا إلى فقدان السيطرة على أنفسنا.

عندما تصبح قادرًا على التحكم في الضغط النفسي الخاص بك، سوف تصبح بطبيعة الحال قادرًا على التحكم في نفسك وفي انفعالاتك.

إضافة إلى ذلك، سوف تتخذ قرارات غير متسرعة، وسوف تتخذ المباراة وتُنفذ الوعود والالتزامات، والتأقلم مع تقلبات الزمن.

الوعي بالذات

قبل كل شيء، من المهم أن تعرف أنّ التحكم في الضغط النفسي هو أول مرحلة في بناء وتنمية الذكاء العاطفي.

كما هو معروف، فإنّ القدرة على التحكم في الانفعالات الشائعة (مثل: الغضب والحزن والخوف والفرح) أمر واجب في الحياة.

فعلًا، تُعد القدرة على فهم انفعالاتك وتغيراتها حسب الظروف والأمكنة من بين الأشياء التي تُساعدنا في فهم هاته الانفعالات التي تؤثر في تصرفاتنا وأفكارنا في أغلب الأحيان.

نصيحة إذا أردت أن تتمتع بذكاء عاطفي مرتفع عليك أن تتعرف إلى انفعالاتك وأن تتقبلها وبعد عملية قبولها، سوف تشعر بالراحة النفسية في الحال. لذلك، عليك أن تمارس التأمل الواعي.

ما التأمل الواعي؟ التأمل الواعي هو التركيز فقط على الأحداث الداخلية والخارجية التي تحصل في اللحظة الحالية، وعدم إصدار أحكام مسبقة إطلاقا.

من المهم أن تتعلم كيف تتحكم في ضغطك النفسي، وذلك بتغيير طريقة تعاملك مع مشاعرك والتجاوب معها.

الوعي الاجتماعي

يسمح لك الوعي الاجتماعي بقراءة الإشارات غير اللفظية وتفسيرها، لأنّ الآخرين يلجؤون إليها دائما عندما يتواصلون معك.

تُمكنك هذه الإشارات من معرفة كيف يُحس الآخرين، وكيف تتقلب مشاعرهم خلال النقاشات.

إدارة العلاقات

إنّ العمل على نحو أفضل مع الآخرين تدل على أنّك تتمتع بالوعي العاطفي والقدرة على التعرف إلى مشاعر وعواطف وانفعالات الآخرين واستيعاب ما يرغبون فيه في الواقع.

فعلًا، يُساعد الوعي العاطفي بتطوير المهارات الشخصية الخاصة بك، ممّا سوف يجعل علاقاتك بالآخرين مثمرة ونافعة لكلا الطرفين. ومن أجل أن تحسن علاقتك بالآخرين عليك أن:

  • تستغل التواصل غير اللفظي بفعالية.
  • تلجأ إلى الدعابة من أجل تخفيف الضغط النفسي.
  • تتعلم طرق فك النزاعات.
  • تساعدهم عند الحاجة.
  • تواسهم.
  • تتعاطف معهم.

طرق تنمية مهارات الذكاء العاطفي

طرق تنمية مهارات الذكاء العاطفي هناك عدة طرق من أجل إنماء مهارات الذكاء العاطفي، بما فيه:

التفكير الجيد قبل الكلام

إنّ الأشخاص الأذكياء عاطفيًا يعرفون جيدًا أنّ الانفعالات عابرة، ولا تستمر لمدة طويلة. لذلك، عندما يغضب أحد زملائهم، يفكرون جيدًا ولا يتسرعون البتة في الجواب.

تطوير الذات باستمرار

إنّ الأشخاص الأذكياء عاطفيًا يتفهمون انفعالات الآخرين وسبب حدوثها، لأنّهم ببساطة يطورون أنفسهم دائما، ممّا يساعدهم في معرفة جميع العوامل المؤثرة في العواطف والتصرفات.

التعاطف مع الآخرين

هنالك جزء كبير من الذكاء العاطفي يتمثل في القدرة على التفكير والتعاطف مع الآخرين.

إنّ الأشخاص الأذكياء عاطفيًّا قادرون على تفسير انفعالات الآخرين بإيجابية، لأنّهم يعرفون السبب وراء هاته التصرفات.

حُسن الإصغاء

إذا أردت أن تفهم مشاعر الآخرين، فعليك أن تستمع إليهم لكي تعرف جيدًا ما يردون قوله إمّا بطريقة لفظية وإمّا بطريقة غير لفظية.

إنّ التواصل غير اللفظي أو لغة الجسد تحمل معاني وتفسيرات كثيرة.

عندما ترى شخصاً يتصرف بطريقة معينة، عليك أن تفكر في العوامل المختلفة التي أدت إلى هذا التصرف. ومع مرور الوقت، سوف تكتسب قدرات كبيرة تتمثل في معرفة مشاعر الآخرين.

العقلانية في التفكير

إنّ القدرة على التفكير باستعمال العواطف أمر محفوف بالخطر. لذلك، عليك أن تعرف جيدًا أنّ العواطف في أغلب الأوقات تؤثر في قراراتنا وسلوكياتنا.

قبل أن تفعل أي شيء، اسأل نفسك هذه الأسئلة دومًا:

  • لماذا يتصرف الناس بطريقة وليست بأخرى؟
  • ما هي العوامل الخفية التي تؤثر في تصرفاتنا؟

عند الجواب عن هاته الأسئلة، سوف تكتشف أنّ الانفعالات تتدخل في طريقة تفكيرنا وتصرفاتنا شئنا أم أبينا.

خلاصة القول

كما رأيت فإن الذكاء العاطفي أمر غاية في الأهمية عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الآخرين باختلاف طبائعهم …

كما نعرف فإننا نلتقي كل يوم مع عدة أشخاص أحيانا تتحكم فيهم عواطفهم وتسبب لهم عدة مشكلات، لذلك عليك أن تتقن مهارات الذكاء العاطفي للتعامل مع الناس جميعهم بذكاء لكي تصل إلى ما تصبو إليه في حياتك المهنية وحياتك الشخصية.

المراجع:
  1. https://www.oxfordreference.com/display/10.1093/oi/authority.20110803095749954;jsessionid=CB4BC3B335B2E01ACB99EFCDA6E9ACAF[]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top