التفكير الإيجابي هو حالة نفسية تكمن في الميل إلى التفاؤل ونبذ التشاؤم. إذن فهو لا يعني رؤية العالم باللون الوردي كما يعتقد البعض، وإغفال الجوانب التشاؤمية والسلبية للحياة.بل يُقْصَدُ به مواجهة تحديات الحياة بنظرة تفاؤلية وإيجابية.
إذن التفكير الإيجابي لا يعني بالضرورة تجنب وتجاهل الأشياء السيئة، ولكن يقصد به الاستفادة من المواقف السيئة المحتملة، ورؤية ما هو جيد لدى الناس بزاوية إيجابية بعيدة البعد كله عن النظرة التشاؤمية.
محتوى المقالة
فوائد التفكير الإيجابي
كسبت عبارة التفكير الإيجابي اهتماماً كبيراً بفضل كتب الاعتماد على النفس وتطوير الذات، وخصوصًا كتاب السر للكاتبة الأسترالية “روندا بايرن”.
وَفْقًا لبحث تجريبي قامت به جامعة جونز هوبكنز الطبية، فإنّ التفكير الإيجابي والمتفائل يحتوي على عدّة فوائد صحية مثل:
- علاج القلق
- تحسين مهارات التأقلم
- تحسين الصحة النفسية
- القدرة على المقاومة
- عيش حياة أطول
- علاج الاكتئاب
- تقليل أخطار الوفاة المرتبطة بأمراض القلب
بطبيعة الحال، فهنالك عدة فوائد للتفكير الإيجابي كما ذكرنا آنِفًا، ولكن أهم هذه الفوائد تتجلى في الآثار الواضحة على الصحة النفسية والجسدية. فضلًا على ذلك، تقول إحدى النظريات أنّ الأشخاص الذين يفكرون بطريقة إيجابية يكونون أقل عرضة للإصابة بالقلق، ويعيشون حياة أطول من غيرهم، أي أصحاب الأفكار التشاؤمية.
نصيحة: لحياة صحية وخالية من القلق والأفكار التشاؤمية: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي، وتجنب العادات غير الصحية.
التفكير الإيجابي وعلم النفس
مِنَ النَّاحِيَةِ العلمية، اكتشف عالم النفس “مارتن إلياس بيت سيليجمان” فيما يخص التفكير الإيجابي أنّ الأسلوب التفسيري المتفائل مهم للغاية لأنّ الأشخاص المتفائلين يشعرون بالثقة عندما تحدث أشياء جيدة. ولا يلومون أنفسهم لمّا تحصل أشياء سيئة.
بل يميلون إلى رؤية الأحداث السلبية بأنّها لا تدوم وتزول بسرعة. إضافةً إلى ذلك، فالأشخاص الذين يتخذون أسلوب تفسيري متشائم يلومون أنفسهم عندما تحدث أشياء سلبية. في المقابل، لا يفرحون عندما تحدث أشياء جيدة.
بل يميلون إلى رؤية الأحداث السلبية بأنّها لا تدوم وتزول بسرعة. إضافةً إلى ذلك، فالأشخاص الذين يتخذون أسلوباً تفسيري متشائماً يلومون أنفسهم عندما تحدث أشياء سلبية. في المقابل، لا يفرحون عندما تحدث أشياء جيدة.
أخيرًا وليس آخِرًا، فالمتفائلين يستعملون أسلوب تفسيري متفائل في مواجهة الأحداث على وجه العموم، وفي مواجهة المواقف الصعبة على وجه الخصوص.
هل الكوب نصفه فارغ أم ممتلئ؟
من المحتمل أنّك سمعت السؤال التالي مِرَارًا وَتَكْرَارًا: هل الكوب نصفه فارغ أم ممتلئ؟

فهذا السؤال شائع للغاية من أجل معرفة كيف يرى الناس العالم، هل بطريقة متشائمة أم متفائلة؟
إذا أجبت بأنّ الكأس نصفه ممتلئ فأنت: متفائل، وإذا قلت أنّ الكأس نصفه فارغ فأنت: متشائم.
يلعب مفهوم التفكير الإيجابي دورًا مهمًا في علم النفس الإيجابي. هذا الأخير هو حقل ثانوي في علم النفس متخصص في دراسة المسائل التي تصنع سعادة الإنسان وإنجازاته.
بينت دراسة، قامت بها جامعة هارفارد بعنوان: كيف تعمل قوة التفكير الإيجابي، أنّ التفكير الإيجابي قد يساهم في علاج القلق والتأثير إِيجَابًا في الصحة النفسية وفي رَفَاهيَة الإنسان.
عَلاقة التفكير الإيجابي بعلم النفس الإيجابي
غَالِبًا مَا يُسْتَعْمَلُ مصطلح علم النفس للتعبير عن التفكير الإيجابي، والعكس بالعكس.
غير أنّهما لا يمثلان الشيء نفسه. بالنسبة إلى التفكير الإيجابي، فيقصد به رؤية الأشياء من منظور متفائل. أمّا علم النفس الإيجابي، فهو يهتم بكل ما يتعلق ب: التفاؤل. وبِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّ هذا النوع من التفكير مهم، إِلَّا أنّ الواقعية تكون أكثر أهمية في بعض الأوقات.
عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ لَا الحَصْرِ، يمكن للتفكير السلبي بين حين وآخر أن يؤذي بنا إلى اتخاذ قرارات جيدة، والوصول إلى نتائج مرضية.
في دراسة بعنوان علم النفس الإيجابي والصحة الجسدية: بحوث وتطبيقات، أثبتت أنّه في بعض الأوقات يحسن الصحة الجسدية لصاحبه.
من غير العدل أن نتكلم عن التفكير الإيجابي دون الإشارة إلى التفكير السلبي، لذلك في الفقرات التالية سوف نتطرق إلى مفهوم التفكير السلبي و أضراره و مسبباته …
ما هو التفكير السلبي؟
التفكير السلبي هو نمط من التفكير يتجلى في تخيل سيناريوهات سلبية وتشاؤمية عنك وعن بيئتك.
مع أنّ الجميع قد يُصاب بهذا النوع من التفكير من حين لآخر، لكن التفكير الذي يؤثر في طريقة تفكيرك، ويتدخل في قراراتك، يمكن له أن يدل على أنّك مصاب بأمراض نفسية مثل: الاكتئاب، واضطرابات القلق، واضطرابات الشخصية، وَالْفِصَام (الشيزوفرانيا)…
أضرار التفكير السلبي
لقد سبق لنا جميعا أن تبنينا التفكير السلبي، هذه حقيقة لا تُناقش. ولكن المشكلة هي أن نستمر في هذا النوع من التفكير حتّى ندمر صحتنا النفسية ونُصاب بالاكتئاب والقلق.
وجدت بعض البحوث أنّ التفكير الإيجابي يُحسن الصحة النفسية، ويُقلل من مشكلة التوتر. إضافة إلى الحماية من أمراض القلب. بما أنّك هنا تتصفح هذه المقالة، فهذا يعني أنّك تعبت من التفكير السلبي، وتريد حلول نظرية للتخلص منه، وتبني نمط التفكير الإيجابي.
فيما يلي سوف تكتشف آثار السلبية على الصحة النفسية. إذا كنت من الأشخاص الذين يحللون أفكارهم باستمرار، فقد يكون من الصعب عليك أن تفرق بين التفكير السلبي والمخاوف الذي يشعر بها كافة الناس.
على سبيل المثال، الشعور بالحزن جرّاء ما حدث، أو القلق بشأن الأعباء المالية، أو حدوث مشكلات زوجية، كل هذه الأمور طبيعية، وتحصل للجميع من وقت إلى آخر، حتّى لأصحاب التفكير الإيجابي. ولكن الشيء غير العادي هو استمرار هذه الأفكار في التزايد حتّى تؤثر في صحتك.
مسببات التفكير السلبي
يظهر التفكير السلبي لدى الشخص لعدّة أسباب. يُمكن أن يكون التفكير السلبي علامة على مرض نفسي مثل: اضطراب وسواسي قهري، أو اضطراب القلق العام.
بطبيعة الحال، ليس كل شخص متشائم، فهو مريض نفسي والعكس بالعكس، ليس كل شخص مريض نفسي، فهو مصاب بالتفكير السلبي. غَيْرَ أَنَّ التفكير السلبي يضر بالصحة النفسية، ويؤثر في جودة الحياة.
لهذا السبب، عليك أن تتخلص منه بأسرع ما يمكن. ولكي تقضي عليه ينبغي أن تبحث عن مُسبباته. أحيانا لا يؤثر هذا النوع من التفكير على جميع الناس، ولكن في حالات أخرى يؤثر في جودة حياتهم.
أخيرا وليس آخرا، ينبغي لك أن تتخلص منه بصرف النظر عن مسبباته.
وَفقًا لِلكتاب “نورمان فنسنت” بيل قوة التفكير الإيجابي، فإن الأفكار السلبية تنشأ لثلاث أسباب لا غير:
الخوف من المستقبل
في أغلب الأحيان، يخاف الناس من المجهول، ومن المستقبل الذي لا يعرفون عليه شيئا.
ممّا يؤدي بهم إلى التفكير أَنَّ شيء سيئ سوف يحدث وأنهم سوف يفشلون لا محالة. إنّ القلق بشأن المستقبل هو مجرد ضياع للوقت والطاقة. أحسن طريقة للتخلص من التفكير السلبي بخصوص المستقبل هو أن تتقبل أنّك لا يمكنك تغييره شئت أم أبيت، وأن تسعى إلى التركيز على الحاضر عِوَضًا عن ذلك.
القلق بِشَأن الحاضر
يعدّ القلق بِشَأن الحاضر أمرًا معقولًا، وكلنا قلقين بخصوص ما يظنه الناس عنّا إمّا في العمل وإمّا في الشارع وإمّا مع شخص نحبه. غالبًا ما يألفون الأشخاص السلبيون أسوأ سيناريو محتمل، مثل:
- لا أحد يحبك.
- السيارة قديمة ممكن أن تسبب لنا حادثة سير.
- الجميع يكرهك في العمل.
- الجميع يستغلك.
- أمك تحبك لأنّك تعطيها المال.
- جوزتك تتظاهر بحبك لئلا تطلقها.
في هذه الحالة، عليك ألّا تسيء الظن بالناس، وعاملهم كما ينبغي دون إفراط ولا تفريط، إذا أردت أن تتخلص من هذا النوع من التفكير.
الخجل من الماضي
هل سبق لك أن شعرت بالخزي والعار إثر ما فعلته البارحة أو الأسبوع الماضي أو السنة الفائتة، هذا أمر عادي، لأنّنا جميعا نشعر بالندم، وخصوصًا عندما نتصرف بأسلوب غير لائق، أو غير مألوف أمام الناس.
ولكن المفكرين السلبين يبالغون في الشعور بالندم بخصوص أخطائهم وفشلهم أكثر من غيرهم.
كما هو مُتوَقَّع، فاتباع طريقة لمعالجة الأخطاء المرتكبة أفضل شيء لقبول ما حدث، ومن أجل وِجدان حل جذري لمنع هذه الأحداث من الوقوع مجددا.
التخلص من التفكير السلبي
إنّ أحسن طريقة من أجل التخلص من التفكير السلبي هو عدم الاستسلام له، وذلك باتباع استراتيجيات من أجل التصدي له قبل أن يصبح خطرًا على صحتك النفسية والجسدية.
إليك بعض الطرق من أجل محاربة التفكير السلبي:
التصدي لأفكارك
في هذه الحالة، عليك أن تكتشف أفكارك السلبية، وأن تحاول هجرها بتبني تحليلات واقعية. مَثَلًا، بدلًا من أن تقول: الحياة ظالمة، قل: الحياة تكافئ المجتهدين والمثابرين.
تحليل معتقداتك الباطنية
عَلَى سَبِيل الْمِثَال، إذا تركك شخص ما لا تقل أنا بشع أو أنا فقير أو لا أحد يحبني. بل قل: لقد أسأت الاختيار. لكي تمنع مثل هذه الأفكار أن تصبح معتقدًا بالنسبة إليك.
الأخذ بعين الاعتبار الحوادث المحفوفة بالخطر
إنّ الحوادث التي تصيبنا في حياتنا يميل عقلنا إلى تحويلها إلى مسلمات أو عقائد لا تناقش.
وعلى سبيل المثال، إذا تخلى عنك أبويك أو يسيئون معاملتك، سوف تقتنع أنّ جميع الآباء على وجه الأرض سيئين، ولا يحبون أولادهم، بل مجرد نتاج لشهوة عابرة لا تدوم إِلَّا ثواني.
خلاصة القول
كما لاحظت ففي هذه المقالة تطرقنا إلى التفكير الإيجابي والسلبي لأنهما لا ينفصلان إذا لم تكن متفائلا فأنت إذن متشائماً وفي أحيان أخرى تدمج بين الفكرين من حين لآخر.
لذلك عليك أن تتذكر أن عملية التخلص من الأفكار السلبية تتطلب وقتا والتزاما. وفي بعض الحالات، يتطلب الأمر تدخل طبيب نفسي في تغير أفكارنا السلبية الآن وإلى ما شاءَ اللّهُ.
إذا لم تكن بالفطرة متفائلًا، فيمكنك أن تتبنى التفكير الإيجابي من أجل أن تصبح شخصًا متفائلًا. ولفعل ذلك، عليك أن تركز على مناجاتك الداخلية (مونولوج داخلي) خلال الحديث مع النفس. على سبيل المثال، عوضا عن أن تقول. . . قل. . .
الحديث مع النفس بسلبية | الحديث مع النفس بإيجابية |
من الصعب أن أفعل هذا الأمر | سأحاول أن أفعله |
لا أستطيع أن أتعلم اللغة الإنجليزية | سأحاول وأحاول حتى أتعلمها مع مرور الوقت |
أنا فاشل | سوف أتعلم من الفشل |